كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


تنبيه‏:‏ استدل بقوله في هذه الأحاديث ونحوها قدموا قريشاً على رجحان مذهب الشافعي على غيره لورود الأمر بتقديم القرشي على من ليس قرشياً قال عياض‏:‏ ولا حجة فيها لأن المراد الخلافة وقد قدم المصطفى صلى اللّه عليه وسلم ابن حذيفة في إمامة الصلاة وخلفه من قريش وأمر معاذ بن جبل وغيره على من معه من قريش وتعقبه النووي وغيره بأن في أحاديث الباب ما يدل على أن للقرشي ‏[‏ص 513‏]‏ مزية على غيره فصح الاستدلال به لترجيح الشافعي على غيره وليس مراد المستدل به أن الفضل لا يكون إلا لقرشي بل المراد أن كونه قرشياً من أسباب الفضل والتقديم كما أن من أسبابها الورع والفقه وغيرهما فيصح الاستدلال على تقديم الشافعي على من سواه في العلم والدين من غير قريش لأن الشافعي قرشي وعجب قول القرطبي في المفهم بعد ما ذكر نحو ما ذكره عياض أن المستدل بهذه الأحاديث على ترجيح الشافعي صحبته غفلة قارنها من صميم التقليد طيشة كذا قال‏:‏ وهو الذي أصابته الغفلة لكونه لم يفهم مراد المستدل انتهى‏.‏

تنبيه‏:‏ قال الشريف السمهودي وغيره‏:‏ كل ما جاء في فضل قريش فهو ثابت لبني هاشم والمطلب‏.‏

- ‏(‏البزار‏)‏ في مسنده ‏(‏عن علي‏)‏ أمير المؤمنين‏.‏

6111 - ‏(‏قده‏)‏ بضم فسكون ‏(‏بيده‏)‏ سببه أنه مر وهو يطوف بالكعبة بإنسان ربط يده إلى إنسان بنحو سير أو خيط فقطعه النبي صلى اللّه عليه وسلم ثم ذكره‏.‏

- ‏(‏طب عن ابن عباس‏)‏‏.‏

6112 - ‏(‏قراءة القرآن في الصلاة أفضل من قراءة القرآن في غير الصلاة‏)‏ لأنها محل المناجاة ومعدن المصافاة ‏(‏وقراءة القرآن في غير الصلاة أفضل من التسبيح والتكبير‏)‏ أي فيما لم يرد فيه ذكر بخصوصه ‏(‏والتسبيح أفضل من الصدقة‏)‏ المالية ‏(‏والصدقة أفضل من الصوم والصوم جنة من النار‏)‏ أي وقاية من نار جهنم قال الطيبي‏:‏ ذكر خاصية المفضول وترك خواص الفاضل تنبيهاً على أنها تناهت عن الوصف، فإن قلت‏:‏ هذا الحديث يدل على أن الصوم دون الصلاة والصدقة ودل حديث كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلا الصوم الحديث على أن الصوم أفضل، قلت‏:‏ إذا نظر إلى نفس العبادة كانت الصلاة أفضل من الصدقة وهي من الصوم فإن موارد التنزيل وشواهد الأحاديث النبوية جارية على تقديم الأفضل فإذا نظر إلى كل منهما وما يدلى إليه من الخاصية التي لم يشاركه غيره فيها كان أفضل‏.‏

- ‏(‏قط في الأفراد هب عن عائشة‏)‏ وفيه محمد بن سلام قال ابن مندة‏:‏ له غرائب عن الفضل بن سليمان وفيه مقال عن رجل من بني خزيمة مجهول‏.‏

6113 - ‏(‏قراءة القرآن في غير المصحف ألف درجة وقراءته في المصحف تضاعف على ذلك إلى ألفي درجة‏)‏ قال الطيبي‏:‏ قوله ألف درجة خبر لقوله قراءة القرآن على تقدير المضاف أي ذات ألف درجة ليصح الحمل كما في قوله تعالى ‏{‏هم درجات‏}‏ أي ذو درجات وإنما فضلت القراءة في المصحف لحظ النظر فيه وحمله ومسه وتمكنه من التفكر فيه واستنباط معانيه وقوله إلى ألفي درجة حال أي انتهى إلى ألفي درجة‏.‏

- ‏(‏طب هب عن أوس بن أبي أوس الثقفي‏)‏ واسم أبي أوس حذيفة صحابي معروف وهو غير أوس بن أوس الثقفي الصحابي على الصحيح فما هنا ابن أبي أوس وذاك بن أوس وكلاهما صحابي قال الذهبي‏:‏ يقال إنه وفد على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ويقال والد عمرو بن أوس قال الهيثمي‏:‏ فيه أبو سعيد بن عود وثقه ابن معين مرة وضعفه أخرى وبقية رجاله ثقات‏.‏

‏[‏ص 514‏]‏ 6114 - ‏(‏قراءتك نظراً‏)‏ في المصحف ‏(‏تضاعف على قراءتك ظاهراً‏)‏ أي عن ظهر قلب ‏(‏كفضل‏)‏ الصلاة ‏(‏المكتوبة على‏)‏ الصلاة ‏(‏النافلة‏)‏‏.‏

- ‏(‏ابن مردويه‏)‏ في تفسيره ‏(‏عن عمرو بن أوس‏)‏ عمرو بن أوس في الصحابة ثقفي وأنصاري وقرشي ولو ميزه لكان أولى‏.‏

6115 - ‏(‏قرب اللحم من فيك عند الأكل فإنه أهنأ‏)‏ أي أكثر هناءاً والهناء كما في العارضة خلوص الشيء عن النصب والنكد ‏(‏وأبرأ‏)‏ أي أسلم من الداء وروي بالميم والاستمراء الملائمة للذة‏.‏

- ‏(‏حم ك‏)‏ في الأطعمة ‏(‏هب عن صفوان بن أمية‏)‏ قال‏:‏ كنت آكل مع النبي صلى اللّه عليه وسلم فآخذ اللحم من العظم بيدي فذكره قال الحاكم‏:‏ صحيح وأقره الذهبي لكن قال المنذري‏:‏ فيه انقطاع فإن الحاكم وأبا داود خرجاه من حديث عبد الرحمن بن معاوية عن عثمان بن أبي سليمان عن صفوان وعثمان لم يسمع منه ورواه عنه أيضاً الترمذي وفيه عنده خاصة عبد الكريم المعلم واه‏.‏

6116 - ‏(‏قرصت‏)‏ بالتحريك لدغت وأصل القرص الأخذ بأطراف الأصابع ‏(‏نملة‏)‏ سميت نملة لتنملها أي كثرة حركتها ‏(‏نبياً من الأنبياء‏)‏ عزيز أو موسى أو داود روى أنه قال يا رب تعذب أهل قرية وفيهم المطيع فأراد ربه أن يريه العبرة في ذلك فسلط عليه الحر فلجأ لظل شجرة عندها بيت نمل فنام فلدغته واحدة وهو في ألذ النوم ‏(‏فأمر بقرية النمل‏)‏ أي محل اجتماعها أو سكنها والعرب تفرق في الأوطان فتقول لسكن الإنسان وطن وللإبل عطن وللأسد عرين وغابة وللظبى كناس وللذئب وجار وللطائر عش وللزنبور كور ولليربوع نافقاء وللنملة قرية ‏(‏فأحرقت‏)‏ بالبناء للمفعول والتأنيث وفي رواية للبخاري أحرق أي النمل وهو جائز في شرعه لا في شرعنا للنهي عن قتل النمل في خبر يجيء ‏(‏فأوحى اللّه إليه‏)‏ أي إلى ذلك النبي ‏(‏أن‏)‏ بحذف حرف الجر وبفتح الهمزة وهمزة الاستفهام مقدرة أو ملفوظة ‏(‏قرصتك نملة‏)‏ واحدة ‏(‏أحرقت أمة‏)‏ أي طائفة ‏(‏من الأمم تسبح‏)‏ أي مسبحة للّه تعالى ووضع المضارع موضع مسبحة ليدل على الاستمرار ومزيد الإنكار وقال في البحر‏:‏ فالعتب على ذلك النبي لزيادة القتل على نملة لدغته لا لنفس القتل والإحراق لأنه سائغ في شرعته حتى توعد سليمان الهدهد بقوله ‏{‏لأعذبنه‏}‏ وقد أمر نبينا صلى اللّه عليه وسلم بإحراق الكفار ثم نهى عنه فلو أحرق واحدة لم يعاتب وإنما عوتب لأنه فعله انتقاماً وتشفياً اهـ وفي المفهم إنما عوتب حيث انتقم لنفسه بإهلاك جمع أذاه واحد منهم وكان الأولى الصبر والعفو لكن رأى النبي أن هذا النوع مؤذ لبني آدم وحرمة ابن آدم أعظم من حرمة غير الناطق فلو لم ينضم لذلك التشفي الطبيعي لا يعاتب والذي يوجب ذلك التمسك بعصمة الأنبياء وأنهم أعلم الناس باللّه وبأحكامه وأشدهم له خشية اهـ‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ لم يعاتبه إنكاراً لفعلته بل إيضاحاً لحكمة شمول الإهلاك لجميع أهل القرية وضرب له المثل بالنمل أي إذا اختلط من يستحق الإهلاك بغيره وتعين إهلاك الكل طريقاً لإهلاك المستحق جاز إهلاك الكل وقوله تسبح قضيته أي تسبيح بنطق وقال كما أخبر تعالى عن الطير بأن له منطقاً وفهمه سليمان معجزة له وأخبر عن النملة التي سمعها سليمان تقول ما قالت فهذا كما قال القرطبي يدل دلالة واضحة على أن لها نطقاً وقولاً لكن لا يسمعه كل أحد بل من شاء اللّه ممن خرق له العادة من نبي أو ولي ولا ينكر هذا من حيث أنا لا نسمعه إذ لا يلزم من عدم الإدراك عدم المدرك في نفسه قولاً وكلاماً ‏(‏لطيفة‏)‏ قال الزمخشري‏:‏ دخل قتادة الكوفة فالتف عليه الناس فقال سلوني عما شئتم وكان أبو حنيفة حاضراً وهو غلام حدث فقال سلوه عن نملة سليمان ‏[‏ص 515‏]‏ كان ذكراً أو أنثى فسألوه فأفحم فقال أبو حنيفة كانت أنثى فقيل له من أين عرفت قال من قوله تعالى ‏{‏قالت نملة‏}‏ ولو كان ذكراً لقال قال نملة‏.‏

- ‏(‏ق د ن عن أبي هريرة‏)‏ وفي الباب غيره أيضاً قال بعضهم‏:‏ وسبب القصة أن ذلك النبي مر على قرية أهلكها اللّه بذنوب أهلها فوقف متعجباً فقال‏:‏ يا رب فيهم صبيان ودواب ومن لم يقترف ذنباً ثم نزل تحت شجرة فلدغته نملة فأحرق الكل فقيل له ذلك‏.‏

6117 - ‏(‏قرض الشيء خير من صدقته‏)‏ قال الحرالي‏:‏ القرض الجزء من الشيء والقطع منه كأنه يقطع له من ماله قطعة ليقطع له من ثوابه أقطاعاً مضافة‏.‏

- ‏(‏هق عن أنس‏)‏ ورواه عنه أيضاً النسائي وأبو نعيم والديلمي‏.‏

6118 - ‏(‏قرض مرتين في عفاف‏)‏ أي إغضاء عن الربا وما يؤدي إليه ‏(‏خير من صدقة مرة‏)‏ مفهومه أن الصدقة مرة بدرهم خير من قرض درهم وقد ورد في حديث في حرف الراء ما يخالفه‏.‏

- ‏(‏ابن النجار‏)‏ في التاريخ ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك‏.‏

6119 - ‏(‏قريش‏)‏ قال المظهر‏:‏ سميت بدابة في البحر هي سيدة الدواب البحرية وكذلك قريش سادة الناس قال ابن حجر‏:‏ هو تصغير القرش بكسر فسكون‏:‏ الحوت المعروف بالبحر ‏(‏صلاح الناس ولا تصلح الناس إلا بهم ولا يعطى إلا عليهم‏)‏ الظاهر أن المراد إعطاء الطاعة ‏(‏كما أن الطعام لا يصلح إلا بالملح‏)‏ قال الحليمي‏:‏ وإذا وجبت التقدمة لقريش كانت لبني هاشم أوجب لأنهم أخص به منهم قال حرب الكرماني‏:‏ فالعرب أفضل الناس وقريش أفضلهم هذا مذهب الأئمة وأهل الأثر والسنة قال ابن تيمية‏:‏ وهكذا جاءت الشريعة فإن اللّه خص العرب ولسانهم بأحكام تميزوا بها ثم خص قريشاً على سائر العرب بما جعل فيهم من خلافة النبوة وغير ذلك من الخصائص‏.‏

- ‏(‏عد عن عائشة‏)‏‏.‏

6120 - ‏(‏قريش خالصة اللّه تعالى فمن نصب لهم حرباً سلب ومن أرادها بسوء خزي في الدنيا والآخرة‏)‏ لعناية اللّه تعالى بها وهدايته إياها، ألا ترى أنه لم يكن فيهم منافق في حياة النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم ولا بعده وارتد بعده العرب إلا قريش مع كراهتهم الدخول في الإسلام والتربص بعد الفتح حتى جعل لهم مدة أربعة أشهر وكان صفوان بن أمية منهم ثم أسلم وذهب عكرمة بن أبي جهل على وجهه حتى بلغ البحر في قصة طويلة ثم كان من حسن إسلامه أنه إذا نشر المصحف يقول هذا كلام ربي فيغشى عليه وسهيل بن عمرو كان منه ما كان يوم الحديبية وبلغ من إسلامه أنه هاجر إلى الشام وقتل شهيداً وخطب يوم اليرموك خطبة بلغت من الناس مبلغاً كانت سبباً للفتح وكان صفوان بن أمية سأل اللّه الشهادة في إعزاز الدين وحكيم بن حزام باع داره لمعاوية بستين ألفاً فقالوا غلبك قال واللّه ما أخذتها في الجاهلية إلا بزق خمر وأشهدكم أنها في سبيل اللّه‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في التاريخ ‏(‏عن عمرو بن العاص‏)‏ ورواه عنه أيضاً أبو نعيم‏.‏

6121 - ‏(‏قريش على مقدمة الناس يوم القيامة ولولا أن تبطر قريش لأخبرتها بما لمحسنها عند اللّه من الثواب‏)‏ المضاعف والدرجات الرفيعة فهم أفضل العرب الذين جنسهم أفضل الناس كما تقرر فمن عابهم أو طعن فيهم فهو ‏[‏ص 516‏]‏ مبتدع قال ابن تيمية‏:‏ والأحاديث في فضل قريش فيها كثرة وهي تدل على فضل العرب إذ نسبة قريش إلى العرب نسبة العرب إلى الناس وسبب هذا الفضل ما خصوا به في عقولهم وألسنتهم وأخلاقهم وأعمالهم وذلك أن الفضل إما بالعلم النافع أو بالعمل الصالح والعلم له مبدأ وهو قوة العقل الذي هو الفهم والحفظ وتمام وهو قوة المنطق الذي هو البيان والعبادة ولسانهم أتم الألسنة بياناً وتمييزاً للمعاني وجمعاً للمعنى الكثير في اللفظ القليل إذا شاء المتكلم الجمع ثم يميز بين كل شيئين مشتبهين بلفظ آخر مميز مختصر كما نجده في لغتهم في جنس الحيوان مثلاً فإنهم يعبرون عن القدر المشترك بين الحيوان بعبارات جامعة ثم يميزون بين أنواعه في أسماء إلى غير ذلك من خصائص اللسان العربي وأما العمل فمبناه على الأخلاق وهي الغرائز المخلوقة في النفس وغرائزهم أطوع للخير من غيرهم فهم أقرب للأخلاق المحمودة من نحو سخاء وعلم وشجاعة ووفاء وكانوا قبل الإسلام طبيعتهم قابلة للخير معطلة عن فعله فلما جاءهم الهدى ببعثة خير الورى زالت تلك الريون عن قلبهم‏.‏

- ‏(‏عد عن جابر‏)‏ قضية صنيع المصنف أن ابن عدي خرجه وسكت عليه والأمر بخلافه بل قال هذا الحديث بهذا الإسناد باطل ليس يرويه غير إسماعيل بن مسعدة وكان يحدث عن الثقات بالبواطيل وقال ابن حبان‏:‏ يروي الموضوعات عن الإثبات لا تحل الرواية عنه‏.‏

6122 - ‏(‏قريش والأنصار وجهينة‏)‏ كحيينة وهم بنو جهينة بن زيد بن ليث منهم عقبة بن عامر الجهني وغيره ‏(‏ومزينة‏)‏ بضم الميم وفتح الزاي وسكون التحتية بعدها نون وهو اسم امرأة عمرو بن إدّ بن طابخة بموحدة فمعجمة ابن الياس بن مضر وهي مزينة بنت كلب ‏(‏وأسلم‏)‏ بفتح اللام ابن إلحاف بمهملة وفاء وزن الياس ‏(‏وأشجع‏)‏ بمعجمة وجيم وزن أحمد وهم بنو أشجع بن ريث بن غطفان منهم نعيم بن مسعود وغيره ‏(‏وغفار‏)‏ بكسر الغين المعجمة وتخفيف الفاء وهم بنو غفار ابن مليل بميم ولامين مصغراً منهم أبو ذر الغفاري ‏(‏مواليّ‏)‏ بتشديد التحتانية والإضافة أي أنصاري وأحبائي هذا هو الأنسب هنا وإن كان للمولى عدة معان وروي بالتنوين أي بعضهم أحباء لبعض وروي بتخفيف التحتية وحذف المضاف إليه أي موالي اللّه ورسوله ويدل عليه قوله ‏(‏ليس لهم مولى دون اللّه ورسوله‏)‏ أب لا ولاء لأحد عليهم إلا اللّه ورسوله أو أن أشرافهم لم يجر عليه رق ولا يقال لهم موالي لأنهم ممن بادر إلى الإسلام ولم يسبوا فيرقوا لغيرهم ثم قيل موالي بتخفيف الياء وروي بتشديدها كأنه أضافهم إليه قال الطيبي‏:‏ قوله ليس لهم إلخ‏.‏ جملة مقررة للجملة الأولى على الطرد والعكس، وفي تمهيد ذكر اللّه ورسوله وتخصيص ذكر الرسول إيذان بمكانته ومنزلته عند اللّه وإشعار بأن توليه إياهم بلغ مبلغاً لا بقدر قدره، قال ابن حجر‏:‏ هذه سبع قبائل كانت في الجاهلية في القوة والمكانة دون بني عامر بن صعصعة وبني تميم وغيرهما من القبائل فلما جاء الإسلام كانوا أسرع دخولاً فيه من أولئك فانقلب الشرف إليهم وقال في موضع آخر‏:‏ هذه فضيلة ظاهرة لهؤلاء القبائل والمراد من آمن منهم والشرف يحصل للشيء إذا حصل لبعضه قيل خصوا بذلك لأنهم بادروا إلى الإسلام فلم يسبقوا كغيرهم وهذا إن سلم حمل على الغالب‏.‏

- ‏(‏ق عن أبي هريرة‏)‏‏.‏

6123 - ‏(‏قريش ولاة الناس في الخير والشر‏)‏ يعني في الجاهلية والإسلام ويستمر ذلك ‏(‏إلى يوم القيامة‏)‏ فالخلافة فيهم ما بقيت الدنيا ومن تغلب على الملك بطريق الشوكة لا ينكر أن الخلافة في قريش، قال ابن تيمية‏:‏ والذي عليه أهل السنة والجماعة أن جنس العرب أفضل من جنس العجم عبرانيهم وسريانيهم وروميهم وفارسيهم وغيرهم وأن ‏[‏ص 517‏]‏ قريشاً أفضل العرب وأن بني هاشم أفضل قريش وأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أفضل بني هاشم فهو أفضل الخلق نفساً وأفضلهم نسباً وليس فضل العرب ثم قريش ثم بني هاشم لمجرد كون النبي صلى اللّه عليه وسلم منهم وإن كان هذا من الفضل بل هم في أنفسهم أفضل وبذلك يثبت للنبي صلى اللّه عليه وسلم أنه أفضل نسباً وإلا لزم الدور اهـ‏.‏

- ‏(‏حم ت عن عمرو بن العاص‏)‏ رمز المصنف لصحته‏.‏

6124 - ‏(‏قريش ولاة هذا الأمر‏)‏ أي أمر الإمامة العظمى، زاد في رواية ما أقاموا الدين‏.‏ قال ابن حجر‏:‏ فيحتمل أن يكون خروج القحطاني إذا لم تقم قريش أمر الدين وقد وجد ذلك فإن الخلافة لم تزل فيهم والناس في طاعتهم إلى أن استخفوا بأمر الدين فضعف أمرهم وتلاشى إلى أن لم يبق من الخلافة سوى اسمها المجرد في بعض الأقطار دون أكثرها اهـ‏.‏ ونحن الآن في زمن ليس لهم فيه منها ولا الاسم ‏(‏فبر الناس تبع لبرهم وفاجرهم تبع لفاجرهم‏)‏ أي هكذا كانوا في الجاهلية وإذ قد علمنا أن أحداً منهم لم يبق بعده على الكفر علم أن المراد منه أن الإسلام لم ينقصهم عما كانوا عليه في الجاهلية من الشرف فهم سادة في الإسلام كما كانوا قادة في الجاهلية وقيل المراد بهذا الأمر الدين والمعنى أن مسلمي قريش قدوة غيرهم من المسلمين لأنهم المتقدمون في التصديق وكافروهم قدوة غيرهم من الكفار فإنهم أول من رد الدعوة وأعرض عن الآيات والنذر‏.‏

- ‏(‏حم عن أبي بكر‏)‏ الصديق ‏(‏وسعد‏)‏ بن أبي وقاص‏.‏

6125 - ‏(‏قسم من اللّه تعالى لا يدخل الجنة بخيل‏)‏ أي إنسان رزق مالاً وحظاً من الدنيا فلحبه له وعزته عنده وعظمته في عينه ووقعه في قلبه زواه عن حقوق الحق والخلق فهذا لا يدخلها حتى يطهر من دنس البخل وقبح الشح بنار جهنم أو يعفى عنه والمال في يد العبد أمانة سلطه اللّه على هلكته في الحق فمن عدل عن أمره وخزنه لنفسه فقد خان وخالف حكمة الكريم فحرم جنة النعيم وأيد الغزالي احتمالاً حمل فيه الحديث على ظاهره وهو أن يراد بالبخل من بخل بأقبح بخل وهو كلمة الشهادة وقال بعضهم‏:‏ المراد بالخبر أنه إذا تكامل في القلب نعت البخل والشح ولم يبق مع كمالها إيمان فلا يدخل الجنة والشح يضيق القلب عن كل خير ليتسع لضده وهو كل شر‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في تاريخه ‏(‏عن ابن عباس‏)‏‏.‏

6126 - ‏(‏قسمت النار سبعين جزءاً فللآمر‏)‏ أي بالقتل ‏(‏تسع وستون‏)‏ جزأ منها ‏(‏وللقاتل جزء حسبه‏)‏ أي يكفيه هذا المقدار من العقاب ثم يحتمل أن هذا زجر وتهويل وتهديد للآمر ويحتمل أنه فيما لو أكره الآمر المأمور بغير حق‏.‏

- ‏(‏حم‏)‏ من حديث يزيد بن عبد اللّه المزني ‏(‏عن رجل‏)‏ من الصحابة قال‏:‏ سئل النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم عن القاتل والآمر فذكره رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي‏:‏ رجاله رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق وهو ثقة لكنه مدلس‏.‏

6127 - ‏(‏قصوا الشوارب وأعفوا اللحى‏)‏ أي وفروها وكثروها من عفو الشيء وهو كثرته ونماؤه ‏{‏حتى عفوا‏}‏ أي كثروا وأصل القص تتبع الأثر قال في المحكم بالليل ويطلق على إيراد الخبر تاماً على من لم يحضره وعلى قطع شيء بشيء بآلة مخصوصة والمراد به هنا قطع الشعر النابت على الشفة العليا بغير استئصال وكذا قص الظفر أخذ أعلاه من غير استئصال‏.‏

- ‏(‏حم عن أبي هريرة‏)‏‏.‏

6128 - ‏(‏قصوا الشوارب مع الشفاه‏)‏ يعني سووها مع الشفة بأن تقطعوا ما طال ودعوا الشارب مساوياً لها فلا تستأصلوه بالكلية‏.‏

- ‏(‏طب عن الحكم بن عمير‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه عيسى بن إبراهيم بن طهمان وهو متروك ورواه عنه أيضاً الديلمي‏.‏

6129 - ‏(‏قصوا أظافركم‏)‏ جمع أظفور والأظفار جمع ظفر أي اقطعوا ما طال منها لأنها إن تركت بحالها تخدش وتخمش وتضر وتجمع الوسخ ربما أجنب ولم يصلها الماء فلا يزال جنباً ‏(‏وادفنوا قلاماتكم‏)‏ أي غيبوا ما قطعتموه منها في الأرض فإن جسد المؤمن ذو حرمة فما سقط منه فحرمته قائمة فدفنه كدفنه لئلا يقع في النار أو في شيء من الأقذار‏.‏ قال في المصباح‏:‏ والقلم أخذ الظفر والقلامة بالضم هي المقلومة عن طرف الظفر وقضية الإطلاق حصول السنة بقصها على أي وجه كان وقد ذكروا هيآت لم يصح فيها شيء ‏(‏ونقوا براجمكم‏)‏ أي بالغوا في تنظيف ظهور عقد مفاصل أصابعكم وقال الحكيم‏:‏ هي قصبة الأصبع أمر بتنقيتها لئلا تدرن فيحول الدرن بين الماء والبشرة ‏(‏ونظفوا لثاتكم‏)‏ لحم أسنانكم ‏(‏من الطعام‏)‏ لئلا يبقى فيه الوضر فتتغير النكهة ويتأذى الملكان ولأنه طريق القرآن ‏(‏واستاكوا‏)‏ نظفوا أفواهكم بخشن يزيل القلح ولفظ رواية الحكيم واستنوا بدل واستاكوا وما عزاه المصنف إليه لم أره في كلامه ‏(‏ولا تدخلوا عليّ قحراً‏)‏ مصفرة أسنانكم من شدة الخلوف ‏(‏بخراً‏)‏ أي رائحة نكهتكم متغيرة منكرة والبخر بفتحتين نتن الفم هكذا الرواية لكن قال الحكيم‏:‏ المحفوظ عندي قحلاً فلجاً ولا أعرف القحر‏.‏